هل تعرف من هو الصديق وماهي الصداقة
قالوا الصَديق من صَدَقْ
في وده وما مَذَقْ
وقيل من لا يطعنا
في قوله أنت أنا
وقيل لفظٌ لا يُرى
معناه في هذا الورى
وفسروا الصداقة
الحبَّ حَسْب الطاقة
وقال من قد اطلقا
هي الودادُ مُطلقا
والآخرون نصُّوا
بأنها أخصُّ
وهو الصحيح الراجحُ
والحق فيه واضح
علامةُ الصديق
عند اولى التحقيق
محبة بلا غَرَض
والصدق فيها مُفتَرضَ
وَحدُّها المعقولُ
عندي ما أقُولُ
فهي بلا اشتباه
محبة في الله
* * *
من ينبغي أن يصادق ويصافي ويصاحب ويوافي
أخو صلاحٍ وأدب
وذُو حسب ذو نسب
ربُّ صلاح وتُقى
ينهاك عما يُتقى
من حيلةٍ وغدرٍ
وبدعةٍ ومكر
مُهذب الأخلاق
يطرب للتلاقي
يحفظ ما في عينيك
يَصُون ما في غيبتك
يزينه ما زانكا
يشينه ما شانكا
يُظهر منك الحسنا
ويذكر المستحسنا
ويكتم المعيبا
ويحفظ المغيبا
يسرُّهُ ما سركا
ولا يُذْيع سركا
إن قال قولاً صَدَقَك
أو قُلت قولاً صدَّقَكْ
وإن شكوت عُسراً
أفدت منه يُسرا
يلقاك بالأماني
في حادث الزَّمانِ
يُهدي لك النصيحة
بنيةٍ صحيحة
خِلَّته مُدانية
قي السر والعلانية
صُحبته لا لغَرض
فذاك للقلب مرض
لا يَتَغَير إن وُلي
عن الوداد الأول
يرعى عُهُود الصُّحبة
لا سيما في النكبة
لا يُسْلم الصَّديقا
إن نال يومًا ضيقًا
يُعينُ إن أمرٌ عنى
ولا يفوه بالخنا
يُولي ولا يعتذر
عَمَّا عليه يقدرُ
هذا هو الأخُ الثقة
المستحق للمقه
إن ظفرت يداك
فكد به عداك
فإنهُ السلاحُ
والكهف والمناحُ
وقد روى الرواة
السادةُ الثُّقاةُ
عن الإمام المرتضى
سيف الإله المُنتضى
في الصحب والإخوان
أنهم صنفان
إخوان صدق وثقة
وأنفسٍ مُتفقة
هم الجناحُ واليدُ
والكهف والمستند
والأهل والأقاربُ
أذنهم التجاربُ
فأفدهم بالروح
في القرب والنزوح
واسلك بحيث سلكوا
وابذل لهم ما تملك
فلا يروك مالكًا
من دُونهم لمالكا
وصاف من صافهم
وناف من نافهم
واحفظهم وصُنهم
وانف الظنون عنهم
فهم أعزُّ في الورى
إن عن خطب أو عرى
من احمر الياقوت
بل من حلال القوت
وإخوة للأنس
ونيل حظ النفس
هُم عُصبة المجامله
للصدق في المعامله
منهم تُصيب لذتك
إذا الهموم بذتك
فصلهم ما وصلوا
وابذل لهم ما بذلوا
من ظاهر الصداقة
بالبشر والطلاقة
ولا تسل إن ظهروا
للود عمَّا أضمروا
وأطوهم مَدَّ الحِقَبِ
طيّ السجل للكتب
وقال بشر الحافي
بل عدة الأصناف
ثلاثةٌ فالأولُ
للدين فهو الأفضلُ
وآخر للدُّنيا
يهديك نجد العليا
وثالث للأنس
لكونه من جنس
فأعط كُلا ما يُحبْ
وعن سواهم فاجتنب
* * *