صفات المتحابون في الله يوم القيامه
صفات المتحابون في الله وبيان مكانتهم ومودتهم، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا [مريم: 96]. وعن عمر عن النبي قال: «إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى» قالوا يا رسول الله تخبرنا من هم؟ قال: «هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ» رواه أبو داود.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي» رواه مسلم. وعن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله يقول: قال الله تعالى: «المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء» رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. وعن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله يقول: «قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتى للمتحابين في والمتزاورين في والمتجالسين في والمتباذلين في» حديث صحيح رواه مالك في الموطأ بإسناده الصحيح.
وعكس ذلك ما جاء في صفة أهل النار الذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل، قال المفسرون هي قطع صلة الرحم وقطع المواصلة بين أهل الإيمان. ومن ذلك كله يتبين لنا أن مواصلة أهل الإيمان فيما بينهم تكون بالسلام والمصافحة والإخبار بالمحبة، وكذلك تكون بالمجالسة والصحبة والتزاور فيما بينهم مهما بعدت المسافات بينهم. جعلنا الله منهم وحشرنا في زمرتهم بفضله ومنّه ورحمته آمين. والله أعلم ( ).
المعاشرة
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلُّفاً
فدعه ولا تُكثر عليه التأسُفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كلُّ من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صَفو الوداد طبيعة
فلا خير في وُدّ يَجيء تكلفا
ولا خيرَ في خِلّ يَخون خليله
ويلقاه من بعد المودة بالجفا
ونكرُ عَيشا قد تقادم عهده
ويُظهر سراً كان بالأمس قد خفا
سلام الله على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد مُنْصِفا
* * *
صاف الكرام فخيرُ من صافيته
من كان ذا أدب وكان ظريفًا
وأحذر مُؤاخاة اللئيم فإنهُ
يبدي القبيح ويُنكرُ المعروفا
إن الكريم وإن تضعضع حاله
فالخلقُ منه لا يزال شريفًا
والناس مثل دراهم قلبتها
فأصبت منها فضة وزيوفًا
* * *
ولن يصحب الإنسان إلا نظيره
وإن لم يكونا من قبيل ولا بلد
وما الغيُّ إلا أن تُصاحب غاوياً
وما الرشد إلا أن تُصاحب ذا رشد
أخو الفسق لا يغررك منه تودد
فكل حبال الفاسقين مهينُ
وصاحب إذا ما كنت يومًا مصاحبًا
أخا ثقة بالغيب منك أمينُ
* * *
اجعل قرينك من رضيت فعاله
واحذر مُقارنة اللئيم الشائن
كم من قرين شائن لقرينه
ومهجن منه لكل محاسن
* * *
وعينك إن أبدت إليك مساوياً
من الناس قل يا عينُ للناس أعينُ
وعاشر بمعروف وكن مُتَوَدَّدًا
ولا تلق إلا بالتي هي أحسنُ ( )
* * *