الحقيقة الكاسحة
نعم إنه المصير المحتوم ... إنه من لا يستأذن على الملوك ... ولا ينتظر شيئا إلا أمر الله جل وعز ... نعم ... إنه قصم الله به رقاب القياصرة وكسر به ظهور الأكاسرة ... إنه الحقيقة الكاسحة ... إنه الموت ...
نعم ... ولات حينئذ مندم ولا فوت إذًا: فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ إنها لحظات ... نعم ... لحظات وما هي إلا وأنت في عداد الأموات ... بعد الضياء والمهود تنقل إلى ظلمة اللحود، ومن التمتع والتلذذ بالطعام والشراب، إلى التمرغ في التراب.
آه لها دار البلى
وموطن قفر خلا
بيت يرى من أودعه
كأنه مستودعه
بعد الفضاء الموسع
أصبح قيد أذرع
فلم يدع الموت لذي لب فرحا ... لماذا؟ لأنه فضح الدنيا ... فـ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا. وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ من عند الحق سبحانه ... لتقول لكل من تركت ... هذا الذي جئته هو عبرة لكم ... فاعتبروا ... قبل أن يعتبر بكم ... جاءت لتقول ... لمثل هذا فأعدوا ...
جاءت لتقول: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا.
جاءت لتقول: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ.
جاءت لتقول: إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ثم ماذا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.
جاءت لتقول: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ.
فسبحان من استأثر باستحقاق البقاء ووعظنا بما كتب علينا من الفناء، ثم جعل الموت مخلصا للأتقياء موبقا للأشقياء.
فمحب للقاء ربه ... وكاره ... «فمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
ومن للقاء الله قد أحبا
كان له الله أشد حبا
وعكسه الكاره فالله اسأل
رحمته فضلا ولا تتكل
قال تعالى: الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.
فتخيل أخي أنك منهم ... قل لي بربك؟
نعم ... أنا أعلم أن لك قلبا طيبا ... يحب الخير وأهله، وأنك سليل بيت جود ومجد وسؤدد ... وأحسبني أسمع إجابتك: بنعم ... نعم ... أنا ممن استعد وأعد وممن عمل ليوم معاده ... وممن أحسن ظنه بربه سبحانه ... وأكبرك وأجلك عن أن تكون ممن قال الحق تبارك وتعالى فيهم: وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ أو من الذين قال فيهم: وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ.
نعم أخي ... سننتهي من هذه الدنيا، وتنتهي هي من بعدنا ... ثم ماذا؟! ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ.
ملحوظه مواضيعنا حصريه بأسم منتدانا
لن تجدها في اي مكان غير هنا
ان عجبك موضوعي انشرة علي مواقع التواصل لتنال الاجر والثواب